الوفاء طبعي ×× مراقبهـ عامهـ ××
عدد الرسائل : 306 العمر : 33 البلد : أروع قلب المزاج : تاريخ التسجيل : 09/03/2008
| موضوع: همسة في أذن مغتاب الجمعة مايو 30, 2008 8:29 am | |
| .. ₪ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسولنا الكريم
و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين
.. ₪ ..
السلام عليك و رحمة الله و بركاته
.. ₪ ..
المـشـهــــد الأول
إختلطت الأصوات و تعالت الضحكات
في أحد المجالس النسائية
ذلك أن ّ إحداهن ّ تصدّرت المجلس فبدت كمهرِّج :
فلانة ٌ ثوبها مُضحك و ذوقها سئ !!
و فلانة ٌ مشيتها كذا و كذا
أمّـا تأتأة ُ لسانها فهي العجب العُجاب !!
.. ₪ ..
المـشـهـد الـثـانـي
تجمّع الشباب و صوت ُ قهقهاتهم يـهز ّ المكان
لا عجب !!
ففي هذا المجلس ( فلان ) المشهور
بتقليد الأصوات و الحركات :
ففـلان الأعرج مشيته كذا ..... !
و فلان ٌ الأحمق صوته كذا .... !
و ذاك أقرع ... !
و ذاك جبان ... !
و .....و ..... !!
.. ₪ ..
هذان المشهدان
همــــا صـورة لما يدور في كثير من مجالس
الرجال والنساء ممّــن غلبت عليهم
الغفلة ، و استـحـوذ عليهم الشيطان ، و ضعُـف
في قلوبهم مراقبة الرحمن
هـــــؤلاء هـــم : آكِـلُـوا لـحُــــوم الـبـشــر
إنــــهـــم : الـمُـغـتــابُــون
الذين قال فيهم جل ّ وعـلا :
( أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه )
.. ₪ ..
فيا أيها المغتـــاب :
هذه همسـة ُمشفِق و نصيحة ُ مُـحِـب ّ
أيهــــا المُـغـتــاب :
إنِّـي أُخـاطِب ُ فيك إيمانك بالله القـائـل جل ّ في علاه :
( مـايـلفـظ ُ من قول ٍ إلا ّ لديه رقيب ٌ عتيد )
و القـائـل : ( أم يحسبُون أنّـا لانسمع ُ سرّهم
ونـجـواهم . بلـى ورُسُلنا لديهم يكتُبُون )
و أُخاطبُك بـقـول مـن ْ إرتـضـيـتـه ُ نبيا ً و رسولا ً
صلى الله عليه و سلم :
( إن ّ العبد َ ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها يهوي
بها في النار ابعد ما بين المشرق و المغرب )
و القائل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه :
( و هل يكب الناس ُ في النار على
وجوههم إلاّ حصائد َ ألسنتهم ) !
.. ₪ ..
فـاتّـقِـي الله ّ و لا تجحد نعمة اللسان و البيان
صـُن الـنِّـعـمـة و ارعهاو اشـكـر مـن ْ تـفـضّـل و وهـب
لاتُـرخ ِ العنان َ للِّســان فيسلك بك الشيطان في كل ِّ ميدان
و يسوقك إلى شفا جُرُف ٍ هار ٍ إلى أن يضطرك َ إلى البـوار
قـيِّـد لسانك بلجام الشرع و لا تـُـطلقه ُ إلا ّ فيما ينفعك في
الدنيا و الآخرة ( فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده )
و آتـِـي للناس الذي تُحب ّ أن يُـؤتُـوه لك كما قال
صلى الله عليه و سلم : ( فمن أحب ّ أن يُزحزح عن النار
و يدخل الجنة فلتأتِه منيته و هو يُـؤمن بالله و اليوم الآخر
و ليأت للناس الذي يُحب أن يُؤتَى إليه ) أخرجه مسلم
و هـا هـو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول :
( و الله الذي لا إله إلا ّهو ليس شئ أحوج من طول سجن من لسان )
أو َ ما سمعت قول الله عز وجل ّ : ( سنكتب ما قالوا ) ؟
سأل سفيان بن عبد الله الثقفي نبي الله محمد صلى الله
عليه و سلم : ما أخوف ما تخاف علي ّ ؟
فأخذ بلسانه وقال : هـذا .
بل إن ّجوارح الإنسان كلها مرتبطة ٌ باللسان
في الإستقامة أو الإعوجاج .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أصبح ابن أدم فإن ّ
الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول :
إتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا
و إن اعوججت اعوججنا ) .
.. ₪ ..
يا من ترجو رضى الرحمن :
أو َ ما تعلم أنك بلسانك تتقرب إلى أرحم الراحمين !
أُذكر ربك بلسانك و جنانك تكسب الحسنات
و الثمرات و تكُـفّـه ُ عن الزلاّت .
ثقِّل ميزانك و تحبب إلى الرحمن :
سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم .
اغرس بساتين في الجنان :
سبحان الله العظيم و بحمده
اكسب ألف من الحسنات في دقائق و لحظات :
سبحان الله ( مئة مرة ) .
تقرّب إلى مولاك و اقرأ ( ألم .. )
ألم تسمع بقول نبيك صلى الله عليه و سلم :
( مـن ْ قرأ حرفا ً من كتاب الله فله به حسنه
و الحسنة ُ بعشر أمثالها . لا أقول : ألم حرف !
و لكن ألف حرف و لام ٌ حرف و ميم ٌ حرف )
و مجالات الخير في هذا الباب كثيرة ٌ جدا ً
و يكفي ما ذكرته لأِدِّل على المقصود .
.. ₪ ..
يا هـداك الله لـقـد وصـف الله المغتاب بأبشع الأوصاف !
وصفه بمن يأكل لحم أخيه و هو ميت !
قال تعالى : ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيُحب ُّ أحدكم
أن يأكل َ لحم َ أخيه ِ ميْتا ً فكرهتُموه ) .
ألا و إنِّــــي مُـشـفِــق ٌ عليـــك من عـذاب الـجـبـار
أرعني سمعك
يقول صلى الله عليه و سلم : ( لما عُرِج بي مررت ُ
بقوم ٍ لهم أظفار من نحاس يخمـشُون وجوههم و صدورهم
فقلت ُ : من ْ هـؤلاء ِ يا جبريل ؟؟
قال : هــؤلاء ِ الذين يأكلون لحوم الناس
و يقـعـُـون في أعراضــهـم ) .!
.. ₪ ..
الأمـر ُ جِـد ُّ خـطِـيــــــر
و في الحديث الذي رواه أبو يعلى عن عمر بإسناد ٍ صحيح
حينما اعترف ماعز ـ رضي الله عنه ـ بالزنا و مُـثِّـل أمام َ
رسول الله صلى الله عليه و سلم يُريد ُ منه أن يُطهِّـره ُ
من الذنب بإقامة ِ الحد ّ عليه .. فرُجم َحتى مات .
فسمِـع النبي صلى الله عليه و سلم رجلين يقول ُ
أحدهما لصاحبه ِ : ( ألم تر إلى هذا الذي ستر
الله عليه فلم تدعه ُ نفسه ُ حتى رُجِـم رجـم الكلب !! )
ثم سار َ النبي صلى الله عليه وسلم حتى مرّ بجيفة ِحمار
فقال : أين فلان ٌ و فلان ؟ إنـزلا فكُـلا من جيفة ِ هذا الحمار .. !
قال : غفر الله ُ لك يارسول الله .. وهل يُؤكل هذا ؟
قال : فما نلتما من أخيكما آنفا ً أشد ّ أكلا ً منه
و الذي نفسي بيده إنه ُ الآن في أنهار الجنة ِ
ينغمس فيها )
و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح ٌ منتنه
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتـدرون ما هذه الريح ؟؟
(هـــــذه ريـــح ُ الذيـــــن يـغـتـابُـون المـؤمـنـيـن ) .
.. ₪ ..
ينادي حبيبك صلى الله عليه وسلم فأنـصِـت :
( يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه
لاتغتابوا المسلمين , ولا تتبّعُـوا عوراتهم , فإنه
من ْ تتبّـع عورة أخيه المسلم تتبّـع الله عورته
و من تتبّع الله عورته يـفـضـحـه ُ و لـو في جـوف بيته )
.. ₪ ..
َ بـِـربِّـك ألا يـقـشـعِـر ُّ بـدنُـك َ لِـهـول ِ ما سـمـعـت !!!!
ألا تذرف ُ عيـنـيـك َ علـى ما اقــتـرفـت !!!!
ألا تُنـأدِي مِـن أعمـاق قلبك ِ رباااااه ُ تُـبـت ُ و أقلعت !!!!
يا من ْ سرى حب ّ الإسلام في عروقك :
ينادي ربك و مولاك
( وتُـــــوبُـوا إلى الله جميـعــــا ً أيها المؤمنون )
فأقبِــــــل يُـقـبِـل ُ الله عليك
أقـــلـــــــع ..
و انـــــــــدم ..
و اعـــــزم ..
و تـحـلّـل ..
و اسـتـغـفـر ..
.. ₪ ..
و إليك البشارة
( إلا ّ من ْ تاب َ و آمن َ و عمِل عملا ً صالحا ً
فأولئك َ يُبدِّل ُ الله سيئاتهم حـسـنــــات )
.. ₪ ..
يرعاك الله ختـامـا ً :
احذروا سوء الظن ّ فإنه غيبة ُ القلب
و اعتزلوا مجالس الثرثرة
و قـاطِـعوا مجالس السخرية , و الإستهزاء و الإحتقار
و تبروأ من مجالس الإفك و مجالس الطعن
و طُـوبـى لمن كان مفتاحا ً للخير
و ويـل ٌ لمن كانت مفاتيح الشر على يديه
.. ₪ ..
هــذا و أسأل الله أن يحفظنا و إياكم من كيد
الشيطان و مزالق اللسان إنه سميع ٌ مجيب
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
[ مـ نـ قـ ـو ل لأهمية الموضوع و جهل الكثير بخطورته ]
.. ₪ .. | |
|